حققها الاتحاد خلال العقد الأخير من التاريخ الرياضي للكرة السعودية.. في زمن ولّى فيه عصر المعجزات.. لكن العميد أبى أن يمر هذا الزمن دون أن يحقق المستحيل.. ويضع بصمته على مدى الدهر.. ليصبح الفريق الأشهر في الملاعب الآسيوية.. ويعتلي هامة القارة التي تمثل نصف العالم.. وينقش اسمه بحروف من ذهب في سماء الإبداع والتألق.. بعد أن أذهل الجميع بأدائه الممتع والرفيع.
ففي تسع سنوات فقط ما بين العامين 1997 و2005 حقق الاتحاد سبع إنجازات فريدة لم تستطع الأندية المحلية الأخرى «مجتمعة» تحقيق أي إنجاز منها -ولو واحدا فقط- ليستفرد العميد بأعلى مراتب المجد الرياضي على المستوى المحلي والخليجي والآسيوي.
الأولى.. ثلاثية محلية غير مسبوقة أو متبوعة
فوجئ الوسط الرياضي في العام 1997 بثورة البركان الاتحادي الذي تساقطت حممه على حصون وقلاع الأندية المنافسة.. بعد أن كان خامدا وهادئا وغاب كثيرا عن البطولات.. فعاد المارد الأصفر المخيف إلى الملاعب الكروية.. وانقض فجأة وبلا مقدمات على جميع الأندية المحلية.. واحدا تلو الآخر ليتغلب على الكبير والصغير.. ويسحق القاصي قبل الداني.. ويلتهم جميع البطولات المحلية.. بدون أي مقاومة تذكر من بقية الأندية.. ليحقق الثلاثية التاريخية.. ويلملم جميع البطولات المحلية.. وهو إنجاز لم يستطيع أي فريق سعودي تحقيقه منذ بداية التاريخ الرياضي في المملكة وحتى يومنا هذا.. وقد بدأ العميد موسمه التاريخي بالفوز على جاره الأهلي 3-1 في كأس الاتحاد السعودي.. ثم ثنى بطولته بكأس ولي العهد من أمام الطائي بهدفين دون مقابل بعد أن أخرج الهلال في نصف النهائي.. ثم تصدر الدوري بفارق نقطي كبير عن البقية.. وفي المربع الذهبي تغلب على الشباب في نصف النهائي وأقصاه بنتيجة 4-2 ليواجه الهلال المتحفز في النهائي ويهزمه بكل سهولة وبلا مقاومة تذكر 2-0 وقد تحقق ذلك الإنجاز في عهد إدارة طلعت لامي وبجهود كبيرة وملموسة من العضو الفعال أسعد عبدالكريم الذي كان العقل المفكر والرئيس الحقيقي من خلف الأضواء.
الثانية.. رباعية القرن.. آسيوية.. خليجية.. ثنائية محلية
لم يقتصر الإعجاز الاتحادي على المستوى المحلي بل امتد إلى الخليج العربي والعالم الآسيوي.. ففي العام 1999 كان الموعد المرتقب مع المعجزة الثانية للاتحاد على يد الرئيس الذهبي أحمد مسعود والذي اعتمد على الفكر الإداري الرفيع.. والعمل الجماعي البديع.. فقدمت إدارته أفضل موسم في تاريخ الاتحاد على الإطلاق.. بعد أن جمع بطولة دوري خادم الحرمين الشريفين وبطولة كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس الأندية الخليجية وكأس أبطال الكؤوس الآسيوية.. ليصبح الفريق الوحيد الذي جمع الدوري السعودي مع البطولة الآسيوية والخليجية.. وقد استطاع هزيمة جميع أندية الممتاز في ذلك الموسم.. وسجل مهاجموه 92 هدفا في مرمى المنافسين خلال البطولات المحلية منها 69 هدفا في الدوري كأقوى هجوم في تاريخ منافسات الدوري السعودي منذ بدايته وحتى الآن.. في ذلك الموسم حقق الاتحاد أول بطولة خارجية في تاريخه وهي كأس الأندية الخليجية.. وأول بطولة آسيوية اتحادية ومن على أرض اليابانيين.
الثالثة.. 34 مباراة بلا هزيمة.. ورقم تاريخي في عدد النقاط
بعد أن أصبح منصور البلوي رئيسا للاتحاد في العام 2003 تغير الكثير من معالم الاتحاد.. والذي أصبح يعيش في عصره الماسي وينعم لاعبوه برفاهية لا حدود لها.. ويسير في طريق الإنجازات غير المسبوقة.. فقد لعب الاتحاد في ذلك الموسم 34 مباراة متتالية دون هزيمة.. ليحقق رقما قياسيا غير مسبوق في عدد المباريات المتتالية دون خسارة على النطاق المحلي والآسيوي والعربي حتى جاءت خسارة الاتحاد أمام سبهان الإيراني في دوري أبطال آسيا.. وفي ذلك العام حقق الاتحاد رقما قياسيا وتاريخيا في عدد النقاط في الدوري السعودي حيث وصل إلى 56 نقطة بدون أي خسارة في 22 مباراة متتالية في الدور التمهيدي من دوري خادم الحرمين الشريفين وبفارق 14 نقطة عن صاحب المركز الثاني وقد سجل لاعبوه في مباريات الدوري 57 هدفا.
الرابعة.. معجزة سوينجنام.. كما جاء في وصف Cnn
نعم إنها معجزة اتحادية وصلت شهرتها كل مكان في العالم.. لم يصدر هذا الوصف من أحد الاتحاديين.. إنما كان ذلك ما أوردته قناة Cnn العالمية عبر نشرتها الإخبارية.. لتصف ما فعله الاتحاد في نهائي البطولة الآسيوية في كوريا أمام سوينجنام بالمعجزة عندما قلب هزيمته في لقاء الذهاب بجدة 3-1 إلى فوز كاسح في مدينة سوينجنام بخماسية ساحقة.. كما اعتبر الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» تلك المباراة الملحمة التي لم يحدث مثلها في تاريخ كرة القدم.
كانت هزيمة الاتحاد أمام سوينجنام في جدة بثلاثة اهداف.. هي أغلى.. وأثمن.. وأعظم هزيمة في تاريخ الاتحاد.. لأنها قادته لصنع معجزة كروية فريدة في «سيئول» الكورية.. ليصبح الاتحاديون أبطال نصف العالم.. ويذيع صيتهم في كل قنوات ووكالات أنباء العالم.. إنها أجمل قصة في تاريخ العميد.. ليست من وحي الخيال.. بل هي حقيقة.. وحدث واقعي.. وإنجاز تاريخي.. سطره الاتحاد في أرض الكوريين.. حدث سيظل يرويه الاتحاديون طوال السنين لأبناءهم وأحفادهم.. وتتناقله الأجيال الاتحادية بكل فخر واعتزاز.
الخامسة.. إعصار أصفر يسحق جميع الأندية الآسيوية
هب إعصار أصفر مرعب على جميع الأندية الآسيوية في العام 2005 عندما سحق الاتحاد جميع دفاعات الأندية الآسيوية بالهزائم القاسية والعنيفة.. حيث هزم بطل الدوري الصيني شاندونغ بسبعة أهداف في دور الثمانية.. ثم سحق البطل الكوري بوسان بخمسة أهداف دون مقابل في دور الأربعة.. وتغلب على البطل الآسيوي السابق فريق العين الإماراتي بأربعة أهداف في النهائي ليصبح الاتحاد هو البطل الآسيوي الوحيد الذي حقق البطولة بنتائج قاسية مع جميع المنافسين بلا استثناء ليعلن تأهله إلى بطولة أندية العالم في اليابان لأول مرة.
السادسة.. العميد يحرج البطل.. ويصبح رابع أندية العالم
كانت مشاركة الاتحاد في كأس العالم للأندية في اليابان عام 2005 خير برهان على قوة وبراعة الاتحاد الدولية وقدرته على تحدي أقوى الأندية العالمية فقد وصل العميد إلى الدور ما قبل النهائي ليواجه بطل العالم ساوباولو البرازيلي والذي وجد خصما عنيدا لعب أمامه مباراة الند بالند ولم يستطع الفريق البرازيلي تجاوز الاتحاد سوى بمساعدة الحكم الذي ألغى ضربة جزاء صحيحة للاتحاد وعندها نفذ البرازيليون بجلدهم وفازوا 3-2 ثم حققوا بطولة العالم بعد فوزهم على ليفربول في النهائي.. وقد حقق الاتحاد جائزة الفريق الأكثر إمتاعا في بطولة العالم للأندية.. وخرج بالمركز الرابع في تلك البطولة بعد ان تغلب على الأهلي المصري بطل إفريقيا ثم خسر أمام فريق ديبورتيفو سابريسا الكوستاريكي في لقاء المركزين الثالث والرابع.. وبعد نهاية البطولة قال جوزيف بلاتر «رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم» إنه لم يشاهد فريق آسيويا بهذه القوة منذ 25 عاما في وصفه لفريق الاتحاد السعودي.. ذلك الإنجاز يسجل باسم الرئيس الماسي منصور البلوي والذي وعد الاتحاديين بالوصول إلى العالمية واستطاع الوفاء بعهده.
السابعة.. حمزة إدريس هداف العالم
يضم الاتحاد في صفوفه جوهرة ثمينة لا تقدر بثمن.. إنه اللاعب الذي أصبح إحدى معجزات الاتحاد.. الأسطورة الكروية حمزة إدريس.. فقد حقق لقب أفضل هدافي العالم عام 1999 من خلال نسبة الأهداف المسجلة في عدد المباريات الفعلية.. وهي الجائزة التي تسلمها في مدينة غوتنبرغ الألمانية.. في احتفال رسمي نظمه الاتحاد الدولي لإحصائيات كرة القدم.. كما حصل على لقب أفضل ثالث هدافي العالم من خلال مجموع الأهداف.. حيث سجل 33 هدفا ليصبح بذلك هداف الدوري السعودي وهداف العرب وهداف العالم.. لقد ساهم البرق الاتحادي في تحقيق 17 بطولة مع العميد خلال 10 سنوات.. سجل خلالها أكثر من 140 هدفا ليصبح هداف الاتحاد عبر تاريخه الثمانيني.. ويعتبر حمزة إدريس هو ثاني هدافي الدوري السعودي بعد ماجد عبدالله حيث سجل 84 عبر مشواره المحلي لكن حمزة تفوق على ماجد بعد تحقيقه لقب هداف العالم.. وقد استطاع حمزة إدريس حسم العديد من النهائيات بأهدافه القاتلة.. ومنها نهائي كأس خادم الحرمين عام 1999 أمام الأهلي 1-0 ونهائي كأس خادم الحرمين 2001 أمام النصر 1-0 ونهائي كأس خادم الحرمين 2002 أمام الأهلي 3-2 ونهائي كأس ولي العهد 2003 أمام الأهلي 1-0 وغيرها من الأهداف الحاسمة التي سجلها خلال مشواره الطويل.. ولازال حمزة إدريس يواصل مسيرته الذهبية في طريق الأمجاد عندما اقتحم مجال التدريب.. إذ يقوم حاليا بمهمة مساعد مدرب الاتحاد.. تمهيدا لأن يصبح مدرب الاتحاد في الفترة المقبلة.. ليكمل مسيرته مع الإبداع الكروي كما هو حال بيكنباور وكارلوس ألبرتو وغيرهما من نجوم كرة القدم الأفذاذ.